عتق الأرض
دمشق: المدينة الجميلة والعريقة
تعد دمشق واحدة من أقدم مدن العالم، وهي المدينة التي واكبت الزمن بأمجادها وتراثها العريق. تحتوي المدينة على ماضٍ عريق وتراثٍ غني، ولها مكانةٌ مهمة في تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده، وحتى العصر الحديث الذي نعيشه. يجب على القيمين على دمشق ومن بيدهم مقدراتها الحفاظ على تراثها وما بقي لها من ذكريات الماضي ومآثر المجد الخالد.
تتجلى أهمية التراث الدمشقي في قاسيونها وأسوارها وأزقتها وأسواقها وخاناتها وفي مزارات القديسين والشهداء وعظماء التاريخ من ملوك وعلماء ومناضلين، وفي المدارس ودور العلم، وفي قصور الحكام، وقبور العظماء. يسلط كتابٌ مخصصٌ الضوء على ما خفي عن الأنظار في دمشق، ليسهل للناس الوقوف عليه، ومعرفة حقيقته وما في ظاهره وباطنه من ذكريات وفنون وقيم.
https://nader-bookclub.de/products/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82
يتصف الإنسان الدمشقي بالطابع الشرقي المحافظ وبالوقت عينه تراه متحرر الفكر ضمن حدود أخلاقية معينة لكنه أيضا شديد الغيرة والكبرياء والتفاخر, أغلب صفاته حسنة ومعتدلة وهو حنطي اللون والبعض أبيض ذو شعر أسود داكن عند الأغلبية, عيون سوداء أو عسلية وهذه صفات النسبة الساحقة إلا قلة يأخذون شكل أوروبي الملامح. صفاتهم النفسية شديدوا الحنكة والذكاء يدرج عليهم مقولة (البناديق) لقدرتهم التعايشية مع كافة الأجناس و التماشي بكافة الظروف, لهم سرعة بديهة هائلة بإدراك المعلومات, مبتدعي بشكل جميل لألفاظ ساخرة في جميع المواقف وهو مايطلق عليه بالمفهوم العامي (التأفيل). قدرة إقناع وجذب عالية تجاريا أو أجتماعيا لاستعمالهم تعليقات مبتكرة لذلك أغلبهم ناجحون في مجال البيع التجاري, لاستعمالهم أيضا طريقة تخيلية بناءة أحيانا أو كاذبة لكنها تروى بصورة تكاد أن تغلب الحقيقة و الشامي وطني و ذو حس عالي بالإنتساب للعروبة
الحرف اليدوية الشامية
تتميز مدينة دمشق بتاريخها العريق وإرثها الثقافي الغني، حيث تعد واحدة من أقدم المدن في العالم وتحتوي على الكثير من الإبداعات التي صدرت إلى مختلف دول العالم. تتوزع الصناعات الإبداعية في شوارعها القديمة وتشكل متحفًا متكاملًا يبهر الأنظار بإبداعات أبنائها. ومن بين هذه الصناعات الإبداعية في دمشق، تأتي صناعة "البروكار" التي اقتناها باباوات الفاتيكان ووصلت حتى فستان زفاف الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بالإضافة إلى الآلات الموسيقية الشرقية وصناعة النحاسيات وغيرها. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها حرف دمشق في الوقت الحالي، فإنه يجب على الجميع الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لهذه المدينة الجميلة والعريقة. يسعى الكتاب المخصص لإلقاء الضوء على ما خفي عن الأنظار في دمشق والتعرف على حقيقتها وما تحتويه من ذكريات وفنون وقيم.
أغاني دمشق القديمة
يتكون القالب الغنائي الموسيقي في الأغنية التقليدية من لازمة موسيقية واحدة، تليها مباشرة المقطع الغنائي الأول المعروف بالمذهب. ثم يتبع المذهب عدد من المقاطع الغنائية المعروفة باسم الأغصان. ويتم فصل كل غصن عن الآخر بإعادة المذهب، ويتم إنهاء الأغنية بإعادة المذهب للمرة الأخيرة.
تتم صياغة ألحان اللازمة والمذهب والأغصان من مقام موسيقي واحد، وتبنى ألحان الأغصان على نفس لحن المذهب، مع تغيير بسيط جدًا في بعض الأحيان لتلوين اللحن دون الخروج عن مقام المذهب. أما الأغنية الشعبية، فتختص بها المجموعة قبل أن تتطور، وينفرد مطرب أو مطربة بغناء أغصانها. وتعتمد هذه الأغاني على سهولة الكلام وألحان بسيطة يمكن للجماهير ترديدها بسهولة.
المطبخ الشامي
يعد المطبخ السوري من أكثر المطابخ التقليدية تنوعًا وغنى، حيث يضم مجموعة من الأكلات والأصناف المتنوعة من كل منطقة في سوريا، سواء كانت المناطق الجبلية أو المدن الساحلية أو الريفية. وتشمل هذه المناطق دمشق وحمص وحلب وحماة والجزيرة والرقة والبادية ودير الزور والسويداء واللاذقية وريف دمشق.
ومن خلال هذا التنوع الواسع، يتمتع المطبخ السوري بالعديد من الأطباق الشهية والحلويات والمخللات التي تجذب الكثيرين. ويعتبر هذا المطبخ من أعرق المطابخ العالمية، حيث يتميز بتنوعه وغناه بالأصناف والنكهات المختلفة.
الحكي الشامي
تعتبر اللهجات الشامية، وخاصة الريفية منها، من اللهجات العربية المحافظة، حيث لا تزال تحافظ على أصوات العلة العربية القديمة (الفتحة والكسرة والضمة) بدون إضافة أو نقصان، وتحافظ أيضًا (وإن بشكل متفاوت) على أصوات العلة المركبة diphthongs. فعلى سبيل المثال، في بعض مناطق الريف السوري وفي لبنان، يتم استخدام كلمة "خمست" بدلاً من "خمسة" في بعض الحالات. ويظهر الأثر اللغوي الحميري في اللهجة الشامية بشكل واضح في بعض المناطق، وخاصة في فلسطين ولبنان، حيث يتم استخدام تصريفات الأفعال بشكل مختلف مما هو معتاد في اللهجات العربية الأخرى.
وقد نشأت اللهجة الشامية من اختلاط عدد كبير من اللهجات العربية القديمة، وخاصة الحميرية والنجدية. ويظهر الأثر الحميري في الإكثار من فتح عين المضارع في الأفعال ومشتقاتها، وفي استخدام بعض الكلمات بشكل مختلف. أما الأثر النجدي فيظهر في الإمالة التي ما زالت موجودة في بعض المناطق، وهو ما يظهر بشكل واضح في بعض المدن مثل حلب وبيروت.
بشكل عام، فإن المطبخ السوري واللهجات الشامية يعدان من الأعرق والأكثر تنوعًا في العالم العربي.
حمامات دمشق
تتميز حمامات السوق في دمشق بتصاميمها الرائعة وكمية المياه الوفيرة والخدمات الممتازة والعناية الكبيرة بالزبائن. وقد سجّل ابن عساكر 57 حمامًا كانت تعمل في دمشق في زمنه، في حين وثّق الكاتب يوسف بن عبد الهادي وجود 102 حمامًا في مخطوطته "عدة الملمات في تعداد الحمامات" باستخدام توثيق المؤرخين ابن شداد الموصلي والأربلي. تعتبر بعض هذه الحمامات من أروع أمثلة العمارة، مثل حمامات التيروزي والظاهر بيبرس ونور الدين الشهيد وحمام الورد. ومع ذلك، يتبقى منها اليوم عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليدين، في حين تم تحويل بعضها إلى صالات لإحياء المناسبات الاجتماعية، مثل حمام فتحي في حي الميدان، وأصبح بعضها الآخر مهملًا ومنسيًا.
العرس الشامي
يتميز حفل الزفاف الشامي القديم بالاحتفال به في البيت العربي القديم وبيت العريس، حيث يتم وضع الأسكي وسبت العرس في الليوان، وتُخصص صفوف من الكراسي لأهل العريس وأهل العروس. وبعد الرقص والغناء، تبدأ حرب الزلاغيط بين أهل العريس وأهل العروس، حيث تقوم أم العروس بمدح جمال العروس بزلاغوطة، وترد عليها أخت العريس بكيد. وبعد هذا الردح، يقوم العريس بعرضة شامية، ويتم إضافة البوظة أو المحلاية للمعازيم، ثم يأخذ العريس العروس، وينتهي الحفل.