# البداية
تدعى عادلة بيهم وهي ناشطة نسائية سورية ولدت في دمشق عام 1900 ميلادي. حصلت على لقب "أميرة الرائدات العربيات في القرن العشرين" بسبب دورها الرائد في نضال المرأة العربية للحصول على حقوقها في مجتمع يتميز بالتحيز للذكور على حساب الإناث.
تطوعت عادلة بيهم لخدمة المحتاجين وكتبت للمثقفين وقادت المتنورات، وكانت رائدةً لنضال المرأة العربية في سبيل الحصول على حقوقها. سبقت السيدة عادلة بيهم الجزائري عصرها في التحرر والانفتاح، وسعت إلى مجتمع يتطلع نحو الأفضل ويسعى للحاق بالركب العالمي بعد سنوات طويلة من القهر والتخلف والفقر والاستعمار.
درست عادلة بيهم في معهد "الدياكونيز" الألماني وعلمت علوم الدين على يد العلامة الشيخ "عبد الله البستاني" صاحب المعجم الشهير "البستان". تزوجت في سن السابعة عشر وأنجبت ولدين.
شاركت عادلة بيهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي وخرجت في المظاهرات المناهضة للاستعمار عام 1925، ودعمت حركة المقاومة بكل الأشكال المتاحة، مما دفعها إلى تشكيل لجنة خاصة بمساعدة أسر الثوار.
عندما كانت في سن الستة عشر عامًا، اندفعت عادلة بيهم كمتطوعة لخدمة المنكوبين وتقديم الغذاء والدواء والكساء، وانخرطت في مجتمع أنهكه الانحطاط والاستبداد، وعبر الجمعيات السرية نادت بالعروبة والاستقلال.
نشرت مقالاتها باسم "الفتاة العربية" في جريدتي "المفيد" و"الفتى العربي"، وترأست لجنة تشرف على دار الصناعة عام 1916 لتقديم وجبات مجانية لحوالي 1800 عاملة يعملن في صناعات عدة كالنسيج والغزل والأشغال اليدوية. استعملت اسمها المستعار بعد تأسيس جمعية يقظة الفتاة العربية بهدف نشر الوعي القومي بين صفوف النساء، وذلك بواسطة نشر العلم بين أفراد الطبقات المتوسطة والمحدودة الدخل، وسارعت مع قريناتها بين عامي 1918-1920 للتأكيد على المطالبة بالاستقلال ورفض الوصاية والانتداب.
# انجازات عادلة بيهم
تعد عادلة بيهم من الشخصيات النسائية البارزة في تاريخ سوريا. أسست مع زميلاتها جمعية يقظة المرأة الشامية عام 1927 بهدف تشجيع عمل النساء في الريف وتنظيم الصناعات اليدوية التقليدية. كما شاركت في تأسيس جمعية دوحة الأدب عام 1928، ووضعت أهداف هذه الجمعية لإشراك المرأة في الحياة العامة والنضال الوطني.
في عام 1933، شاركت بيهم في إطلاق نواة الاتحاد النسائي العربي السوري، وتم انتخابها رئيسة له. وفي عام 1934، قامت بتدريب بعض طالبات دوحة الأدب على رقص السماح بمساعدة الموسيقي السوري عمر البطش.
شاركت بيهم في إضراب 1936 احتجاجًا على شروط المعاهدة المبرمة بين الحكومتين السورية والفرنسية. وفي عام 1937، شارك الاتحاد النسائي السوري برئاسة بيهم في مشروع إنعاش القرى ومكافحة الأمية في مركز جديدة عرطوز غربي دمشق.
وفي عام 1944، نجحت بيهم في انضمام عدة جمعيات مهمة إلى الاتحاد النسائي، وتم انتخابها لرئاسة الاتحاد. وفي عام 1948، استنفر الاتحاد النسائي قواه لدعم جيش الإنقاذ، وقدم لباسًا كاملاً لثلاثة آلاف متطوع، وأمن الغذاء والكساء للنازحين الفلسطينيين الذين وصلوا دمشق.
وشارك الاتحاد النسائي السوري برئاسة بيهم في المؤتمر النسائي العربي العام عام 1949، وفي المؤتمر النسائي الدولي الذي عقد للمرة الأولى في بيروت. كما تم انتداب بيهم لتمثيل سورية في لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة، وأسهمت في دعم منح المرأة السورية حق الانتخاب.
# عن الناشطة السورية عادلة بيهم الجزائري
تمنح حكومة سوريا حق التصويت للمرأة في انتخابات الجمعية التأسيسية عام 1953، ويشترط هذا الحق الحصول على الشهادة الابتدائية وما فوق. تنطلق العديد من الجمعيات النسائية في أحياء دمشق لتشجيع النساء على ممارسة حقهن في الاقتراع، وتصبح السيدة عادلة بيهم الجزائري رئيسة لوفد الاتحاد النسائي السوري في حلقة دراسية أقامتها لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة في موسكو عام 1956.
تُنتخب السيدة بيهم الجزائري رئيسة للجنة التحضيرية للمؤتمر النسائي الآسيوي- الأفريقي الذي يُعقد عام 1961. وعندما يتم نقل مهمة التشريع في سوريا إلى المجلس الوطني للثورة عام 1963، تصبح السيدة بيهم الجزائري عضوًا في المجلس. وتحضر المؤتمر السادس للاتحاد النسائي العربي العام في القاهرة عام 1966.
تُنتخب السيدة بيهم الجزائري رئيسة فخرية للاتحاد النسائي في سوريا عام 1970، وتتوفى في الثالث من كانون الثاني عام 1975، بعد حياة قضتها في النضال من أجل تحرير المرأة السورية والعربية ومشاركتها في قضايا مجتمعاتها.
كانت السيدة بيهم الجزائري تعتبر رفيقات دربها ابنتها السيدة "أمل جزائري هواش" والمناضلة "نازك العابد"، وعدد كبير من السيدات المناضلات المتنورات اللواتي وضعن أسس تحرير المرأة السورية، مثل "بديعة أورفلي، جيهان الموصلي، نهلة وصفي الجابي، ريمة كرد علي العظمة، فلك دياب، سعاد حلبي، نعمة دياب، قمر قزعون شورى، جيهان دياب، والأديبة ألفة عمر باشا الإدلبي".
تمنح الحكومة السورية السيدة عادلة بيهم الجزائري وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 1975، ولكنها لم تتمكن من تسلم الوسام بسبب وفاتها، وتسلمته بدلاً منها ابنتها وشريكتها في النضال الاجتماعي السيدة "أمل الجزائري هواش" خلال الحفل التأبيني الكبير الذي أقامه الاتحاد النسائي لها على مدرج جامعة دمشق. وتم تخليد ذكراها بإطلاق اسمها على ثانوية للبنات في منطقة المرابط في حي المهاجرين، تكريمًا لمسيرتها النضالية.
https://ar.unionpedia.org/i/%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A
تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.