أسمهان


   


البداية
آمال الأطرش هي الابنة الوحيدة لفهد الأطرش، درزي من جبل الدروز في سوريا ومدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، وعلياء المنذر، درزية لبنانية من بلدة شويت المتن. لديها شقيقين هما فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف.

عائلتها هي عائلة درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سورية، وكان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.

ولدت آمال على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية. وبعد ذلك، انتقلت العائلة إلى سوريا وتحديدًا إلى جبل الدروز بلد آل الأطرش، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأب فهد في عام 1924.

على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى، اضطرت والدتها الأميرة علياء إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سوريا والتوجه بأولادها إلى مصر. في القاهرة، اقامت العائلة في حي الفجالة وعانت من البؤس والفاقة، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

فريد الأطرش كان الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن. لكنها استمرت في الغناء في حفلات الأفراح الخاصة حتى عام 1952 عندما قررت الدخول إلى عالم الفن بشكل كامل.

أسمهان - الاسم الفني
ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومرددة أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد. وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بداية حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمعت آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، وعندما انتهت قال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان" وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.

أميرة الجبل
في عام 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا ليستقروا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت في خلالها ابنة وحيدة هي كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.

أسمهان كانت مطربة جميلة الصوت والصورة، وبفضل شهرتها في الموسيقى، دخلت عالم السينما حيث شاركت في فيلمها الأول "انتصار الشباب" عام 1941 إلى جانب شقيقها فريد الأطرش وشاركت أيضًا في أغاني الفيلم. وخلال تصوير الفيلم، تعرفت على المخرج أحمد بدرخان وتزوجته عرفيًا، لكن الزواج انهار وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من استعادة الجنسية المصرية التي فقدتها عندما تزوجت الأمير حسن الأطرش.

ثم شاركت أسمهان في فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام" عام 1944، وقدمت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وكان ذلك قبل أن تلقى مصرعها في حادث سيارة في نفس العام. وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام، مثل فيلم "يوم سعيد"، وسجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في الفيلم نفسه، وأغنية "ليت للبراق عينًا" في فيلم "ليلى بنت الصحراء".

وفاتها

تقرر عودة الفنانة أسمهان للعمل في الغناء والسينما في مصر، على الرغم من أن زواجها من أحمد سالم لم يكن سعيدًا. وفي الوقت الذي كانت تعمل في فيلم "غرام وانتقام"، استأذنت من منتج الفيلم، الممثل يوسف وهبي، بالسفر إلى منطقة رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك. وفي صباح الجمعة 14 يوليو 1944، ذهبت إلى رأس البر برفقة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة. وفي الطريق، فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة، حيث لقيت أسمهان وصديقتها حتفهما عن عمر ناهز 32 سنة. أما السائق فلم يصب بأذى، وبعد الحادثة، اختفى دون أن يتم الكشف عن هويته. وبعد ذلك، ظلَّ السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. ورُوِّجت العديد من الشائعات والاتهامات، حيث وجهت الأصابع نحو المخابرات البريطانية وزوجيها الأول والثالث، حسن الأطرش وأحمد سالم، وأم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.

ومن المثير للاهتمام أنه قبل أربع سنوات من وفاتها، أي في أوائل أيلول 1940، كانت تمر في نفس المكان وشعرت بالرعب عند سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة. ورمت قصيدة "غير مجدٍ" لأبي العلاء المعري، التي لحّنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها حينذاك استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة. وقالت للصحافي محمد التابعي، رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة"، الذي كان يرافقها: "كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة".

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%86

تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.

 

Total Pageviews