البداية
تعود صناعة الذهب في سوريا إلى الألف الثاني قبل الميلاد، حيث عثر على آثار ذهبية وقوالب وأدوات تصنيعها في العديد من المواقع الأثرية مثل أوغاريت والمشرفة وإبلا. وفي العصور الكلاسيكية، تميزت مدن سوريا مثل تدمر وحوران وحمص بصناعة الحلي الذهبية.
ويوجد في مدينة دمشق القديمة سوق الصاغة، وهو سوق تاريخي خاص بصياغة وبيع المعادن الثمينة والمجوهرات. كان يُعرف سابقًا باسم "سوق القوافين"، حيث كان يجاور سوق الصاغة القديم والذي احترق عام 1960، وانتقل تجاره إلى سوق الصاغة الحالي. يقع السوق مقابل باب الجامع الأموي الجنوبي المعروف باسم "باب الزيادة"، ويتألف نصف السوق من أجنحة مكشوفة والنصف الآخر مغطى، ويشتمل على محلات بيع الذهب والمجوهرات والتحف الشرقية، بالإضافة إلى بعض محلات بيع الأحذية التقليدية.
وتقسم جمعية صياغة الذهب في دمشق السوق إلى قسمين: "الصاغة الجوانية" حيث يتم بيع اللؤلؤ والجواهر، و"الصاغة البرانية" حيث يتم بيع الأساور والخواتم.
يتألف سوق الصاغة في دمشق من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات. وقد كشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
كان السوق يضم 72 محلاً في الماضي، ولكن في عام 1960م شب فيه حريق هائل خرب قسمًا كبيرًا منه. يحده من الشمال مجموعة من الدكاكين، ومن الشرق عدد من البيوت السكنية، ومن الجنوب ما تبقى من خان "السفرجلاني".
ذكر المؤرخون أن مؤسس الدولة الأموية «معاوية بن أبي سفيان» بنى لنفسه قصرًا في هذه المنطقة. وبين عامي 1913-1974م تشكلت بعثة وطنية بإدارة «نسيب صليبي» وباشرت أعمالها في الجانب الشرقي ضمن مساحة قدرها 20م طولًا و9م عرضًا. وتركزت الأعمال الأولية بفك المصاطب الواقعة ضمن المساحة المذكورة، وظهرت أساسات مغموسة بالحجارة الكلسية القاسية، إضافة إلى أحجار بازلتية وبعض فقرات من أعمدة غرانيتية بلونها الرمادي ورحى طواحي بازلتية مستديرة الشكل وأقنية مائية. وفي عام 1974م اكتشفت البعثة منهل ماء أطلق عليه «معبد حوريات الماء» يتألف من أربع فتحات عرض كل منها 590سم، عثر بداخلها على أنابيب ما زالت في أماكنها الأساسية.
ظهر سوق الصاغة في دمشق في العهد الأيوبي حينما ظهرت سوق الصائغين قبلي الجامع الأموي في قيسارية مستقلة. وفي عهد المماليك، ازدهرت هذه الصناعة كثيرًا، وكان للصاغة في أواخر العهد الأيوبي سوقان: الصاغة العتيقة وسوق اللؤلؤ عند سوق الحدادين، والصاغة الجديدة في القيسارية التي أنشئت عام 631هـ قبلي النحاسين. وقد جددت شرقي هذه الصاغة الجديدة وسكن فيها الصواغ وتجار الذهب والجواهر.
https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=object;ISL;sy;Mus01;16;ar
تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.