السيف الدمشقي


            



البداية

تميزت دمشق عبر العصور بصناعة السيوف الدمشقية التي كانت معجزة في فترة استخدامها. ورغم انقراض صُناع السيوف الدمشقية، إلا أنها ما زالت تحفة فريدة تزين المتاحف الإسلامية، لما فيها من أسرار لم تبُح بها حتى الآن.


سمي السيف الدمشقي "سيف الآلهة"، فصناعته بقيت سراً لم تكشف إلا بعد مرور مئات السنين وتطور الكيمياء. وبعد القيام بالعديد من التجارب والتحاليل، تبيَّن أنها تحتوي على شرائط من جسيمات كربيد الحديد Fe3C، المعروف باسم سمنتيت "Cementite"، وهي عبارة عن جسيمات مستديرة الشكل ومُحكمة النسق.

وعند معاملة السيف بالحمض، تظهر الكربيدات على شكل شرائط بيضاء ضمن قالب فولاذي داكن اللون، وحلقات النمو المتموجة في شجرة تولِّد الأنماط الملتفة المميزة على الخشب المقطوع.

ومن ميزاته أنه كان يقطع قطعة حرير إذا وقعت عليه، وفولاذه متين لدرجة أنه قادر على قطع الأشياء الأخرى المصنوعة من الفولاذ، وقادر على قطع الحجر.

الشهرة الأوسع اكتسبها السيف الدمشقي في الحروب الصليبية؛ إذ كان له الفضل الكبير في صدها؛ فحجمه الصغير كان ذا مفعول قاتل أدخل الخوف إلى قلوب الصليبيين، فقد كان السيف الصغير المتين قادراً على شق الدروع.

من أشهر السيوف الدمشقية التي حملها الخلفاء والأمراء: سيف عمر بن عبد العزيز، وسيف هشام بن عبد الملك، وسيف نجم الدين الأيوبي والد صلاح الدين الأيوبي، وسيف السلطان المنصور قلاوون، وسيف السلطان قانصوه الغوري.

يذكر أن صناعة السيف الدمشقي بدأت في الانتشار منذ عهد الأمويين، وفي فترة غزو تيمورلنك دمشق في القرن الخامس عشر الميلادي، وتوقفت منذ القرن السابع عشر الميلادي، ولم يتبقَّ منها إلا القليل التي يمتلكها بعض الأثرياء وأصحاب سيوف قديمة توارثوها من أجدادهم.


https://sputnikarabic.ae/20170301/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-1022547648.html

تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.

  

Total Pageviews