البداية
يعود تاريخ القبقاب في بلاد الشام و مصر إلى العصر الفاطمي، حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل والحمامات الشعبية لمنع الإنزلاق والوضوء في المساجد. وارتبط القبقاب بالثقافة الشعبية المصرية، حيث كان السلاح الذي قتلت به شجرة الدر المرأة التي حكمت مصر 80 يومًا في عصر المماليك، وماتت ضربًا بالقباقيب.
يتميز القبقاب بأنه يصنع من نعل أو مداس من الخشب، وخاصةً خشب التوت أو الزان أو الصفصاف، ويكون مريحًا للقدمين، ولا يتأثر بالحرارة أو البرودة، ولا يسبب التشققات الجلدية. ويتم تسمية القبقاب بناءً على الصوت الذي يحدثه عند المشي فيه.
وكان لبس القبقاب منتشرًا في البلاد العربية والإسلامية، وتعتبر بغداد ودمشق من أشهر المدن العربية الإسلامية التي عُرفت بصناعة القبقاب. ويتميز القبقاب بأنه لا توجد فيه فردة يمين أو فردة يسار، فهو يُلبس كيفما اتفق ولأي قدم كانت. كما يتميز بارتفاعه عن الأرض لوجود مساند عالية في أسفله، ولا يتعرض من يرتدي القبقاب إلى الانزلاق والسقوط لكونه مصنوعًا من الخشب الذي لا يزحلق.
وكان القبقاب يُلبس داخل البيت خاصةً من قبل ربات البيوت لكونه مريحًا في الحركة والعمل في شؤون البيت، وكذلك في التنقل بين بيوت الجيران في الدرابين والأزقة. ويلبسه الرجال عند سقوط الأمطار وكثرة الأوحال أيام الشتاء.
ويتم صنع القبقاب بعد قطع الأخشاب من الشجر وتحويلها إلى ألواح خشبية، بعد ذلك تتحول إلى قطع على شكل قوالب تشبه قاعدة الحذاء، لها كعب من الخلف أو مسندين أثنين من الأسفل تكون بارزة ترفعه عن الأرض، ثم تبدأ عملية تنعيم القبقاب تمهيدًا لطلائه، وأخر مرحلة يُركب عليه السير وهي قطعة من الجلد تثبت على مقدمة القبقاب من الأعلى بمسامير خاصة، ويكون السير بألوان مختلفة وأحيانًا يُطعم بالصدف والعظم.
وكان القبقاب يُستخدم في العقوبات والتقريع، حيث كان يُعلق في عنق الشخص المعاقب ويطاف به على حمار، وفي عنقه القبقاب.
واليوم اختفت القباقيب من أقدامنا، كما انمحى ذكره من الأسواق التاريخية الجميلة ومن أذهان الناس، ولا يزال القسم منه يُباع فيه كتحف وكجزء من الموروثات الشعبية الجميلة.
https://ma3tech.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%A8/
تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.