في معركة المزرعة جنوب سوريا، واجه الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ميشو ثوار جبل الدروز الذين كانوا يحاربون بالبنادق العثمانية وبنادق الصيد والسيوف والبلطات. وبالرغم من أن الجيش الفرنسي كان يملك الطائرات والدبابات والمجنزرات ورشاشات ومدافع، إلا أن الثوار الأبطال نجحوا في إلحاق هزيمة كبيرة بالجيش الفرنسي، حيث تم القضاء كليا على الحملة. وقد بدأ الجيش الفرنسي بالزحف إلى مدينة السويداء، وكان تعداد الحملة 13000 جندي وضابط فرنسي. واصطدم الثوار بمجموعة من الجيش الفرنسي المتقدم، وقتلوا عشر من جنودها، وغنموا بعض البغال المحملة بالأسلحة والذخائر، وعادوا وهم يردّدون أهازيج النصر. ولما رأى الثوار الآخرون ما رأوه من فعلهم، انقضوا بدورهم على مجموعات أخرى من فصائل الجند فخاضوا معركة عنيفة حققوا فيها نصراً مؤزراً وغنموا كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي والبغال، وساقوا معهم عشرات الأسرى. واندحرت الحملة الفرنسية اندحاراً كاملاً، وتبعثرت جثث قتلاها وهياكل مدرعاتها، وآلياتها المختلفة وأسلحتها الثقيلة بين السهول الممتدة من المزرعة شرقاً حتى قرية الدور ومشارف بصر الحرير غرباً.
حملة "ميشو" التي نفذها الفرنسيون في سوريا خلال الحرب العالمية الأولى، والتي شهدت معركة بين الفرنسيين والثوار السوريين. وبالرغم من تناقض الروايات حول عدد الجنود الذين شاركوا في الحملة، فإن الثوار نجحوا في هزيمة الفرنسيين واستعادة السيطرة على المنطقة. وبعد المعركة، حاصر الثوار القلعة التي استولى عليها الفرنسيون، ونجحوا في إخراج النساء والأطفال الفرنسيين منها، ورغم محاولات الفرنسيين قصف القلعة، فإن الثوار نجحوا في الدفاع عنها ومنع الفرنسيين من الاستيلاء عليها، وذلك بفضل الخنادق والاستحكامات التي حفرها الثوار داخل القلعة وأكياس الرمل التي وضعوها عند الثغرات المفتوحة بسرعة فائقة، فضلاً عن الإمدادات التي كانت تصلهم يوميًا بواسطة الطائرات.
الصحف الباريسية والأوروبية. ولم يجد السلطات الفرنسية ما يغنيها عن طلب الهدنة ووقف القتال في الجبل تمهيدًا لصلح دائم. في الثامن من شهر آب عام 1925، عرض عبد الله النجار فكرة الهدنة والمفاوضات من أجل الصلح في قرية الثعلة، وتم الاتفاق على شروط بينها إطلاق سراح المنفيين ووقف الغارات الجوية على قرى الجبل. وفي 17 آب، وصل وفد من دمشق وأعلنوا تأييدهم للثورة باسم الحركة الوطنية بدمشق، وأكدوا استعداد المواطنين في سورية عامة للمشاركة الفعلية بها. تم إقامة نصب تذكاري في موقع المعركة لتخليد بطل المعركة الشهيد سليمان العقباني.
تنويه: بالرغم من كل المجهود الذي تم بذله في عمليات البحث حرصاً منا عل تقديم أدقّ المعلومات التي يحتويها هذا الموقع، و مع أننا في أغلب الأحيان نقوم بذكر المصادر التي تم من خلالها البحث عن المعلومات، لكننا ككادر بشري قائم بأعمال هده الصفحة أو كصفحة "شاميات نت" بحد ذاتها لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خطأ أو إنتقاص مهما كانت طبيعته أو عن أي تغيير في المعلومات الموجودة داخل هذا الموقع.